اخبار خفيفة

الاثنين، يناير 19، 2009

من أهل غزة : عذراً أحبتي العرب والمسلمون

من أهل غزة : عذراً أحبتي العرب والمسلمون

الحمد لله ... الحمد لله ..... الحمد لله

الحمد لله أنكم ما زلتم نائمون ، خشيت أن يكون صوت بكاء أطفالنا أو نسف بيوتنا أو صرخات نساءنا قد أزعجكم واستيقظتم من نومكم ।، ولكن الحمد لله انكم ما زلتم نائمون.

أعتذر منكم إن كنا قد أزعجناكم بنسف مساجدنا – بيوت الله - ، اعتذر منكم أن استيقظتم على أنين جرحانا أو على صوت الانفجارات في كل مكان ।

الحمد لله بأنكم تعيشون بعيداً عنا جغرافيا حتى لا تزعجكم صوت قذائف الدبابات أو صواريخ الطائرات أو رائحة الغاز أو ظلمة الليل والنهار بسبب انقطاع الكهرباء أو نقص المياة وتلوثه أو نقص الغذاء وغلاءه أو نقص الوقود ومشتقاته فأنتم أكبر من أن تعيشوا في هذه الظروف أعانكم الله على ما قدمتموه من جهود لنا فحقاً آن الأوان لأن تناموا نومة أهل الكهف حتى تأخذوا قسطاً من الراحة بعد العناء الطويل من أجل مسرى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم।

حقيقاً أكتب كلماتي وكلي خجل مما فعله أهلي في غزة من هذه الصيحات رغم أني لا أجد لها مبرراً وأرى بأنه لا داعي لها ، يصرخون عليكم ونسوا بأنكم قد منّ الله عليكم بنوم طويل كنوم أهل الكهف بل ربما أكثر ।

عذراً لكم فخيركم علينا كثير ، نعم فنحن لا ننكر الجميل ، فأنتم من تنتظرون أن يجرح أطفالنا لترسلوا إليهم بشاحنات من الأدوية

فأنتم من ترسلون لنا كل أنواع الأدوية ومع ذلك شعبي يبكي ويصرخ لا أعرف لِم؟؟

فأنتم من علمتمونا الصبر بأفعالكم لا بكلامكم ، ألستم من إذا رأيتم من بترت ساقيه أرسلتم له كرسي متحرك ؟؟ عجباً لهؤلاء الجرحى ، ماذا يريدون أكثر !!!

ألستم أنتم من إذا اقترب المريض أن يفارق الحياة فتحتم المعابر واستقبلتموه أحسن استقبال في مستشفياتكم ؟؟ عجباً لهؤلاء الجرحى ، ماذا يريدون أكثر !!!

أجدد شكري لكم ॥ فأنتم من تنتظرون شعبنا يجوع لتفتحوا معابركم قائلين - خليهم ياكلوا ده شعب جعان هياكل ويروح -

شكراً لكم على صبركم علينا طوال الفترة السابقة । وبعد كل هذا الصبر علينا يزداد عطاءكم لنا فتمدونا بالأموال لبناء بيوتنا ومساجدنا من جديد وكأن حال لسانكم يقول خذوا ما شئتم من الأموال ولكن لا تسمعونا صوتكم المزعج .

حقيقة أكتب ولا اعرف ما أقوله لكم ولكني أتمنى حقاً أن تسامحونا جميعاً تسامحوا أهل غزة على صرخاتهم وإزعاجهم لكم ।ومعكم حق لو قلتم بأننا شعب حقاً يستحق ما يفعل به من قتل ودمار بل ويستحق الابادة ، فكم نصحتمونا دائما بأن نعيش بسلام جنباً إلى جنب مع جارتنا الغالية على قلوب كثير منكم – إسرائيل – وإقامة دولتين وننسى بأن القدس عربية والأقصى مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، نصحتمونا بأن هذا ليس وقت الجهاد والمقاومة ، وبأن نكون واقعيين فإسرائيل أصبحت واقعاً وقوة لا تقاوم فيجب علينا جميعاً أن نرضى بها ونقبل بإقامتها على أرضنا .

حقاً لا وقت لدينا للدعاء على إسرائيل ولكن يجب علينا أن ندعو لكم بأن يمد الله في أعماركم ويرزقكم صحة وعافية ويطيل من نومكم حتى ترتاحون الراحة الأبدية التي أعدها الله لكم।

أعتذر منكم على ما بدر من بعض المنشقين عن العروبة والقائلين بأن حكام العرب هم من يحاصروا غزة ويتآمرون عليها । لا أعرف أخوتي كيف يفكر هؤلاء البشر ؟؟ أنسوا بأنهم يتحدثون عن حكام مسلمون يعرفون الله حق معرفة ويخشونه فهم صوّام النهار قوام الليل ، فلا أجد أشد شبهاً من عصرنا وبحكامنا من عصر الصحابة فكم يتعب حكامنا ويسهرون طوال الليل على راحة شعوبهم وينتظرون صرخة مسلم ليتشاجروا مع بعضهم من الذي سينقذه ومن الذي سيمد له يد العون بل ويعقدون اجتماعات وقمم ليل نهار حتى يتقاسموا الأجر والثواب .

وأخيراً أحبتي أكرر اعتذاري الشديد لكم نيابة عن أهل غزة كلها ، كما أكرر شكري وتقديري لجهودكم المبذولة من أجل إخماد صوتنا

سامحونا

سامحونا

سامحونا......وادعو الله بأن يسامحنا فنحن المقصرون في حقكم والمنكرون لجميلكم

أسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا كلها وأن يرزقنا الشهادة في سبيله عسى بموتنا أن تشعروا براحة في منامكم وأن لا تجدوا من يصرخ كل حين وآخر ويزعجكم ।

وأقول لأهلي في غزة : كفاكم صراخاً وعويلاً على العرب والمسلمون أتركوهم في نومهم ولا تسألوهم شيئاً واسألوا من لا تأخذه سِنة ولا نوم ।

لك الله يا غزة

لك الله يا فلسطين

لأهل غزة رب يحميهم

اختكم في الله /ابنه غزة الصمود والتحدي